الجمعة، 7 يناير 2011

بداية ظهور صلاح الدين

صلاح الدين الأيوبي
بداية ظهور صلاح الدين
توفي "شيركوه" وزير الخليفة العباسي في مصر، وورثه صلاح الدين الأيوبي، وقد أحبه الناس بالمعاملة وحسن الأخلاق والتواضع، وقد انتبه الأوروبيين لهذا الخطر الذي يهدد وجودهم في فلسطين، فما لبثوا أن قاموا بعدوان على مصر لاستعادتها ولكن حنكة صلاح الدين بالتعاون مع نور الدين زنكي قد أحجمتهم عن ذلك، حيث أن نور الدين قام في نفس الوقت من الشام بالتحرك فأشغل جيوش النصارى عن ملاقاة صلاح الدين حتى استقر الأمر لصلاح الدين في مصر بانسحاب النصارى بكافة جيوشهم. وفي هذه الأثناء كان صلاح الدين يشن حملات نحو فلسطين من الجنوب بالاتفاق مع نور الدين الذي يهاجم من الشمال، وقد استمرت المناوشات فترة طويلة أرهقت النصارى
توسع نفوذ صلاح الدين وإلغاء الحكم الفاطمي
وفي عام 1171م توفي الخليفة العباسي العاضد ، وصار الحكم الفعلي بيد صلاح الدين فقام من فوره باتخاذ قرار جريء بعد استشارة نور الدين ، بإلغاء الخلافة الفاطمية بعد مئتي سنة من الحكم على مصر والمغرب، واستبدل جميع المحاكم الفاطمية وهكذا استتبت له السلطة والقضاء في مصر
وقد استمرت الاستعدادات وتجهيز الجيوش في الشام لتحرير فلسطين، فقام نور الدين بإرسال جيش إلى الحجاز واليمن فدانت له جميعها، وقد شعر النصارى بضخامة الجبهة الإسلامية التي أحاطت بهم، وفي هذه الأثناء أحبطت محاولة اغتيال لصلاح الدين على أيدي الفاطميين الذين ما زالوا يتجمعون في جنوب مصر وينسقون مع نظرائهم في الشام ومع النصارى لكي يطبقوا على صلاح الدين، وبدأت الاستعدادات لمؤامرة عظيمة ضد صلاح الدين، كما كان يتوقع وفاة نور الدين زنكي
حصلت اضطرابات وانشقاقات بعد وفاة نور الدين زنكي على خليفته، ولكن صلاح الدين ما لبث أن جهز جيشه من مصر وتحرك باتجاه الشام واستغل النصارى هذه الفرصة لمواجهته ، فدخل في قتال ضد النصارى من جهة وضد آل زنكي من جهة أخرى، واستمر الحال 12 سنة إلى أن وحد الشام تحت يده
وقد قام صلاح الدين بإصدار الأمر إلى أخيه الذي ولاه على مصر ريثما يعود من رحلة توحيد الشام بأن يخرج فوراً لملاقاة حشود الفاطميين الكبيرة ، وحدثت معركة كبيرة بين السنة والاسماعليين وقد انتصر السنة انتصاراً كبيراً وقضى "العادل" أخو صلاح الدين على الفاطميين وأبادهم إبادة كاملة وبعدها لم تقم للفاطميين قائمةصلاح الدين تماماً
وفاة نور الدين زنكي
وفي عام 1174م توفي القائد نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، وقد كان بحق من أعظم من مروا على هذه الأمة، وأهم حتى من صلاح الدين نفسه ، لقد عرف طبيعة المعركة وأدرك أنها ليست معركة على السلطة والسلطان والحكم وإنما هي معركة عقائدية ، وأدرك بفهمه الثاقب أن المعركة ليست بين أهل الشام وأهل مصر والنصارى المحتلين، وإنما هي معركة للمسلمين، إن نور الدين وعماد الدين وصلاح الدين لم يكونوا عرباً ، بل كانوا تركماناً ولكنهم رضعوا عقيدة الإسلام الأصيلة، وجعلوا تحرير فلسطين شغلهم الشاغل. وكان من مبادئ نور الدين أن المعركة لتحرير كل شبر من أراضي فلسطين وليس جزء منها فقط، وكان من مبادئه أن الأمة لا تستطيع أن تواجه حتى تعد، ولا يمكن لأمة ضعيفة مفككة أن تنتصر عسكرياً، وكان من أساسياته أن الأمة لابد أن تتوحد حتى تواجه الهجمات الخارجية عليها حتى أنه عرض على حاكم دمشق والذي خانه أن يبقى حاكماً فيها مقابل ان يسانده ضد الصليبيين، فهو لم يطمح لتشكيل مملكة خاصة به وقد كان صادقاً وواعياً لما يفعل أو يخطط
معركة حطين العظيمة
قرر صلاح الدين أن يواجه النصارى الصليبيين ، وفي بادئ الأمر كان يفكر بأن يهجم من الشمال والجنوب، لكنه سرعان ما عاد عن هذه الخطة لخطورة الوضع وعدم استقراره في الشام، فقرر بأن يشكل قوة ضاربة واحدة في مواجهة الصليبيين
وفي هذه الأثناء قام ملك حصن الكرك المسمى بـ "أرناط" بإشغال صلاح الدين عن حصن الكرك لأنه يعتقد بأن صلاح الدين قادم إليه لا محالة، فجعل يهاجم مكة والمدينة لتشتيت صلاح الدين، في نفس الوقت الذي يتجنب صلاح الدين فيه مواجهة شاملة مع النصارى لأن الوقت لم يحن بعد، لكن "أرناط" قام بخطأ فادح فقام بالهجوم على قافلة للحجيج وغضب صلاح الدين وأقسم بان يقتل "أرناط" بيديه انتقاماً للحجيج -وتم له ذلك فيما بعد-، وحينها قام صلاح الدين بعمل هدنة مع النصارى في أنطاكية لتأمين الطريق من جهة أنطاكية وضمان عدم وصول المساعدات فيما لو حصلت مواجهة شاملة مع النصارى، وقد وقع خلاف بين النصارى فاستغله صلاح الدين للتحريش بينهم، ثم أرسل هجوماً مباغتاً إلى صفورية حيث تتجمع القوات النصرانية فباغتهم ليلاً حيث سقط معظم النصارى قتلى أو أسرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق